الباروكة حرام

السؤال: حكم الإسلام في شعر الرأس الصناعي "الباروكة" 

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ثبت في الصحيحين، عن معاوية رضي الله عنه أنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتناول قصة من الشعر، كانت بيد حرسي، فقال: أين علماؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه، ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم"، وفي لفظ لمسلم: "إنما عذب بنو إسرائيل لما اتخذ هذه نساؤهم"، وفي الصحيحين أيضاً، واللفظ لمسلم، عن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة فخطبنا، وأخرج كبّة من شعر، فقال: ما كنت أرى أن أحداً يفعله إلا اليهود، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فسماه: "الزور"، وفي لفظ آخر لمسلم: أن معاوية رضي الله عنه قال ذات يوم: "إنكم قد أحدثتم زيّ سوء، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الزور". قال النووي رحمه الله في شرح مسلم، عند كلامه على هذا الحديث: "قوله: قصّة من شعر، قال الأصمعي وغيره: هي شعر مقدم الرأس المقبل على الجبهة، وقيل: شعر الناصية"، قال: "وقوله: وأخرج كبّة من شعر، هي: بضم الكاف وتشديد الباء، وهي: شعر مكفوف بعضه على بعض، وقال صاحب القاموس: القصة بالضم: شعر الناصية". وفي هذا الحديث: الدلالة الصريحة على تحريم اتخاذ الرأس الصناعي، المسمى: "الباروكة"؛ لأن ما ذكره معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح، في حكم القصة والكبة ينطبق عليه، بل ما اتخذه الناس اليوم مما يسمى: "الباروكة"، أشد في التلبيس وأعظم في الزور، إن لم يكن هو عين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن بني إسرائيل فليس دونه، بل هو أشد منه في الفتنة والتلبيس والزور، ويترتب عليه من الفتنة ما يترتب على القصة والكبة، إن لم يكن هو عينهما، ولا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى؛ لأن العلة تعمهما جميعاً. وبذلك يكون محرماً .

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد العاشر

تم عمل هذا الموقع بواسطة